الكاتبة ـ وعد الرشيدي:  

هكذا خلقنا الله نخطئ ونصيب فلسنا ملائكة مبرئين، ولا شياطين مفسدين، لكننا بشر وهذه هي الطبيعة البشرية الفطرية، ومستحيل أن تجد شخصاً كاملاً لم يرتكب أخطاء في حياته ولسنا معصومين من الخطأ ولكن أيضاً إعلان تبرؤنا من نية الإساءة ورفضنا السماح بأي شوائب في علاقتنا شيء يحتاج وقفة. فللأسف هناك من يصر على عدم الاعتراف بالخطأ ويدخل مرحلة التبرير لماذا أخطئ وينسي ما قام وربما تكرر الخطأ وهذا من سوء فهم دروس الحياة, فمن منا لا يمكن ان يقع في خطأ ما, من منا يزكي نفسه ويصف نفسه بالصلاح التام, لا يوجد انسان لم يرتكب خطأ في حياته .أنه أمر مفروغ منه لا يحتاج لمجادلة او مناقشة فكلنا ذو خطأ.
إنني أتحدث اليوم عن موضوع شائك موضوع ” هند القحطاني ” الذي أثار جدل المجتمعات خاصة المجتمع السعودي, كونها ابنة الوطن, إن هند القحطاني إنسانة بدأت حياتها كمعلمة وتطورت الأمور خاصة بعد رحيلها عن المملكة أو كما يردد الجميع هروبها خارج الديار, وهناك العديد من المواقف المثيرة للجدل التي أثارت غضب المتابعين السعوديين والتي صدرت من خلالها.
لقد أخطأت هند القحطاني في حق نفسها ولكن لسنا ملائكة جميعنا يخطئ وجميعنا منعمين من غطاء لو انكشف عنا لظهر أبشع ما فينا ألا وهو غطاء الستر, إنني بمقالي هذا لا أدافع عن هند القحطاني, بل أعلم أنها قد أخطأت في حق نفسها وأبنائها وعائلتها العريقة وأنها قد اخترقت بعض الحدود بما يخالف قيم مجتمعنا ، ولكن ليكن بقلوبنا رحمة لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ليبدل الأحوال, كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ” كل بني آدم خطاء، و خير الخطائين التوابون “فكلنا نخطئ ولسنا منزهين عن الخطأ، لكن القليل من يعترف بذلك, وجميعنا يجهل الأمر عن الدوافع التي جعلتها تترك بلادها.
جميعنا خلف الهواتف والشاشات نرتدي ثوب العفة وندعي المثالية, فأرى الآن الجميع أصبح يرتدي عباءة الملائكة بل قد يأتي عليهم يوم ويخبروننا بأنهم يطيرون في الظلام نعم في الظلام حتى لا نراهم وذلك لطهارة قلوبهم . فمع أنهم يشربون ويأكلون مثلنا ، يدعون أنهم معصومون من الخطأ لست بتلك الكلمات أحل حراما ولا أحرم حلالا ولكنها بالفعل الحقيقة التي نعيشها, ولإن ما أردته أن يعرف كل إنسان أنه معرض للخطأ والصواب وعلينا أن ننزع عنا لباس الملائكة .