ذكرى يوم التأسيس هو اليوم الذي يستذكر فيه أبناء هذا الوطن الغالي أمجادا وبطولات وتضحيات كبرى، ويقوموا بإحياء ذكرى نشأت تلك الجذور الوطنية، حيث قام الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- بتأسيس الدولة السعودية الأولى ، وجعل الدرعية عاصمةً لها ، وكان تأسيسها في العشرينيَّات من القرن الثامن عشر للميلاد وذلك في عام 1727 الذي يوافق هجريا العام 1139.
الاحتفال بهذا الحدث التاريخي الكبير يعبر عن اهتمام المملكة العربية السعودية بعمقها التاريخي، وعراقتها الحضارية، وبحاضرها ومستقبلها.
إن أهمية يوم التأسيس لا تكمن فقط في كونه يوم تأسيس الدولة القوية العادلة التي ينعم السعوديون اليوم بمخرجاتها، وإنما لأنه أيضا أعاد للمملكة أهميتها التاريخية على خريطة العالم.
بعد تأسيس الدولة شهدت الدرعية تطورا ملحوظا على مختلف الأصعدة، حيث أصبحت عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، كما احتضنت معالم حيوية وأثرية تطورت ضاريا عبر الزمن مثل: حي غصيبة التاريخي، ومنطقة سمحان، وحي الطريف، ومنطقة البجيري، وسوق الدرعية، إضافة إلى أن النظام المالي للدولة الذي وصف بأنه أحد الأنظمة المتميزة في الموازنة بين موارد الدولة ومصروفاتها، كما أن لتميز موقع الدرعية كونها مفترق طرق تجارية بين شمال وجنوب الجزيرة العربية؛ والذي استغله الامام محمد بن سعود خير استغلال دور كبير في تعزيز وإنعاش حركة التجارة فيها وفي ما جاورها من مناطق، في ظل توفر الأمن والأمان، كما هاجر كثير من العلماء والطلبة إلى الدرعية بعد أن أصبحت مصدر إشعاع علمي بعد مساندة الدولة لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية.
ما كان لما حققه الامام محمد بن سعود –رحمه الله- من نجاحات كبرى أن يتحقق لولا توفيق الله أولا ثم ما حباه الله من صفات شخصية وقيادية فريدة نجح من خلالها في مواجهة كافة الصعوبات والتحديات، فقد حمل فكرًا محنكًا واعيًا، وكان صاحب نظرة سياسية عميقة، فواجه القوى السياسية المحيطة بالعقلانية وبالقوة، وحل ما وجد من مشكلات اقتصادية وصحية، فغيَّر وجه التاريخ في محيطه، وفرض الاستقرار السياسي، والاصلاح الديني والاجتماعي، والنمو الاقتصادي والثقافي، وأسس بذلك مفهوما جديدا للوحدة الوطنية.