الناس بالناس ما دام الحياة بهم
والسعد لا شك تارات وهبات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل
تقضى على يده للناس حاجات
أبيات جميلة للإمام الشافعي كثيرا ما نسمعها أو نقرأها دون أن نرعي لها سمعا أو نصغي لها صمتا ، وهي التي تحمل في معانيها الكثيرمن الإشارات والدلالات في الحث على فعل الخير ومساعدة الناس وقضاء حوائجهم ، وقد جاءت الكثير من الآيات الكريمة قبل ذلك في الحث على ذلك ، ومنها قوله جل شأنه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الحج: 77].
وكذلك في الأحاديث الشريفة، حيث رُوي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (كل معروف صدقة).
إن المتأمل في أحوال الناس هذه الأيام يجد بعدا كبيرا من السواد الأعظم من البشر عن الاهتمام بأحوال من حولهم من أهلهم ومن مجتمعهم لا لشيء سوى أنها الحياة وملهياتها ومشاغلها ، ورغم ذلك نجد رجال نذروا أنفسهم ووقتهم وجهدهم ومالهم في خدمة المجتمع وغلبوا المصالح العامة على مصالحهم الخاصة ، وذلك مثال حي لأحد مشايخ وادينا العظيم ووجهائه وأحد أركانه ، والذي لم ولن يألوا جهدا في خدمة وادي قديد وساكنيه من المواطنين والمقيمين ، هذا هو الشيخ مرشود بن مصطفى الجغثمي ، فهو نجم العلاقات الاجتماعية والخدمة الإنسانية بوادينا المبارك ، وجميع ما يعمله بصمت وما يقوم به بعيدا عن الأضواء ، فتجده تارة يشارك معارفه وأصدقاءه وأقاربه وأبناء مجتمعه أفراحهم وأتراحهم، وتارة أخرى رغم أشغاله الخاصة وارتباطاته الاجتماعية حريصا أشد الحرص على المطالبات المهمة وتوفيرالخدمات المناسبة لأهالي وادي قديد من خلال الرفع للجهات المختصة والمتابعة المستمرة بلا كلل أو تعب بل تراه مبتسما هاشا باشا يحمل في حديثه تباشير الخير دون أن ينتظر شكره من أحد لأنه قطع على نفسه وعدا وعهدا بالعمل لمصلحة هذا الوطن الغالي من خلال جزء غال منه وأرض مباركة حل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه ، ولا يبتغي في ذلك سوى الأجر من الله.
إن ما يقوم به الشيخ مرشود هو عمل تطوعي والعمل التطوعي كما نعلم جميعنا بأنه جزء من رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى إيجاد مليون متطوع، وهذا العمل النبيل يقوم به بدون مقابل كونه عمل لا يهدف لجني ربح أو عائد مادي أو معنوي أو مصلحة شخصية من ورائه ، وإنما هدف واحد يسعى له ويريد تحقيقه ، ألا وهو رؤية وادي قديد في أبهى حلة وأجمل صورة ، ومن أجل ذلك رسم لنفسه طريقا لتنمية المجتمع من خلال هذا العمل، وهو الهدف الأهم عنده للارتقاء بحياة الإنسان في جميع مجالات الحياة المتنوعة؛ الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها، وواضعا كلام المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (خير الناس أنفعهم للناس) شعارا له ونبراسا .
نقطة آخر السطر لأبي العتاهية:
اقض الحوائج ما استطعت وكن لهمِ أخيك فارج
فلخير أيام الفتى يوم قضى فيه الحوائج