تبذل حكومتنا الرشيدة - حفظها الله - أموالًا طائلة من اجل بناء نهضة تنموية كبيرة تسعى من خلالها إلى بناء الإنسان وتنفيذ المشاريع الضخمة التي تساهم في خدمته ورفاهيته .
إلا أن بعض المشرفين على تلك المشاريع لايتوافقون مع رؤية وطموحات الدولة التي تدفع ببذخ من أجل الجودة في العمل والتميُّز في الناتج النهائي ، ولا مع رغبة المواطنين الباحثين عن الأفضل والأكثر تميزًا في تلك المشاريع.
والأمثلة كثيرة وعديدة ولعل أقربها لنا - مطار الملك عبدالعزيز الجديد بجدة - والذي حصل على جائزة أفضل مشروع هندسي على مستوى مطارات العالم ، خلال المنتدى العالمي الثامن للبنية التحتية للعام 2015 الذي أقيم في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، والذي ستبلغ طاقته الاستيعابية خلال المرحلة الأولى (30) مليون مسافر.
وقد اكتمل المطار بنسبة 88% ، وينتظر أن يتم التشغيل التجريبي لكل مرافق المطار في مطلع العام 2018 ، والذي سوف يُصنَّف ضمن معالم جدة البارزة ، وهو مشروع عملاق ومدعاة للفخر والاعتزاز بتواجده على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية والذي سيخدم المواطنين وزوار وحجاج بيت الله الحرام .
إلا أن ما يكدِّر الصفو ويلغى فرحة الافتتاح بهذا المشروع هو إنشاء محطة الصرف الصحي بجواره !
فهل استكثروا على المسافرين والمغادرين من وإلى المطار أن يستمتعوا بجمال هذه المنشأة وروعة تصميمها ؟!
واجبارهم على أن يمتزج جمال المنشأة برائحة محطة الصرف الصحي الواقعة بجواره ، وصرف العين عن الاستمتاع بالنظر إلى المنشأة العملاقة واستبدالها بمشاهدة تلك السيارات المتهالكة والمملؤة بمخلفات الصرف الصحي ، والتي تتردد ذهاباً وإيابا للمحطة على مدار الساعة؟!
فهل نجدد مبررًا مقنعًا للإجابة على السؤال العفوي : كيف امتزجت رائحة النقيضين داخل أسوار المطار ؟!