ليس عيبا أن أكون أنا المخطئ، وليس عيبا أن تكون أنت المخطئ، وليس عيبا أن يكون كلانا هو المخطئ، فالخطأ بحد ذاته وبمفهومه ليس عيبا، إنما العيب وكل العيب المكابرة والاستمرار في الخطأ، والدناءة في أن يكون الخطأ مفتعلاً ومتعمدا لقضاء مصلحة او حاجة، أو جعل هذا الخطأ وسيلة للنيل من أحدهم بطريقة أو بأخرى وفي الحديث الشريف - وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وابْنُ مَاجَهْ، وسَنَدُهُ قَوِيٌّ.
وليس عيبا إن كنتُ مخطئا أن أقدم لك اعتذاري وأسفي والعكس ايضا عزيزي فذلك لن ينقص منك أو مني بل العكس فقد قيلَ في الحكمة (الإعتذار من شيم الكبار) وخلق من أخلاق الأقوياء ، ودليل قاطع للثقة بالنفس، والاعتذار تصحيح للخطأ وهذه هي أخلاق العظماء، وليس عيبا أو نقصا أو ضعفا، ومن المؤسف المرير أن البعض أو (الكثير من البعض) لأكون منصفا أصبح يخطئ ويكابر في الاعتذار لأنه صاحب منصب أو جاه أو حتى ممن يظنون بأنفسهم بأنهم من ملائكة الأرض فواقع الخطأ لا يشملهم، فهذه الفئة من أفراد المجتمع أصبحت في تكاثر عجيب ومهيب، وليس الخطر إلا على أنفسهم كما قيل :(على أهلها ونفسها جنت براقش ) وإذا استمر بهم الحال هكذا قد يصابون (بجنون البقر) والأمراض النفسية عافانا الله وإياكم، فسلامة النفس ورحابة الصدر من الكنوز العظيمة والمهمة جدا جدا جدا في مسيرة الحياة السعيدة، وليس عيبا أن تمتلك رقة الحديث وعذوبة اللسان في إقناع الأخرين بما تريد.
همسة ختام..
ليس عيبًا أن تقول رأيًا ثم تخالفه عندما يتبيّن لك أنه ليس محلّ الصّواب، ما دمت تتحرّى الحكمة بصدق وتجتهد في البحث عن النّور فأنت على خير، فالصّادق تهمّه الحقيقة كيفما اتّضحت له. فيعترف بخطئه ويصحّح أفكاره لأن هدفه ليس الانتصار لنفسه وإنما الوصول للحق .
* بقلم :
إبراهيم عبد العزيز الموسى
مكة المكرمة