المسلمون جسد واحد، وبناء واحد، في التعاون على البر والتقوى، وفي التعلم من بعضهم لبعض، ودعم بعضهم بعضا، ومواساة بعضهم بعضا في كل الأمور، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ" الحجرات:10
ويقول رسول الله صل الله عليه وسلم: "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، فالمؤمنون إخوة فعليهم الإصلاح فيما بينهم، وعليهم أن يواسوا بعضهم بعضا.
إخواني أهالي وادينا الحبيب : مانراه في وادينا من منازعات وشكاوى لايليق بنا ونحن إخوة وأبناء عمومة، وأرحام، فما يحدث لا يليق بنا، ولابد من النظر فيه وإعادته لأهل العرف في القانون وإصلاح ذات البين قبل أن تكون هناك شكاوى ومنازعات لا تليق بأبناء العمومة، ولكن لنا في الأمر حكمة، فدعونا نرجع للوراء قليلا لأيام أبي وأبيك، عمي وعمك، أجدادنا، الناس الذين سبقونا، فهل لم تكن بينهم مشاكل؟
بلى، كانت؟ عندهم مشاكل ما الله به عليم ولكنهم كانوا كبارا في تغافلهم عن بعض، في حبهم لبعض، في حفظ صلة الرحم بينهم، ومايحدث بينهم من مشاكل تحل بينهم في ومن حينه.
لماذ لا نمشي على منوالهم؟ وفي نفس خطهم؟ هل نحن أقل منهم؟ لا ولكن نحن تعلمنا وارتقينا بالعلم أكثر منهم بكثير ولكن قلوبنا اغلقت أبوابها، فأصبحنا نتعالى ونكره النعمة على بعضنا، واشغلنا الشيطان بقوة، وفتحنا له أبواب قلوبنا.
إخواني : علينا الرجوع، وألا نتبع الشيطان الذي يجري في ابن آدم مجرى الدم في العروق ، فيوسوس له ليبعده عن الخير ، ويجمّل في عينيه المعاصي وسيء الأخلاق ، فيدعوه للبخل والكراهية والقسوة والمعصية.