قال الشاعر امرؤ القيس:
تراءت لنا بين النقا وعنيزة ** وبين الشجا مما أحال على الوادي

ذكرت عنيزة بالعصر الجاهلي على لسان أعظم شعراء العرب (الملك الضليل ) امرؤ القيس الكندي الذي ساهم بشعره في ذياع صيت تلك المنطقة وقد عرفت برجالاتها المهتمين بالعلم والأعمال وهي تقع في منتصف جزيرة العرب وتشكل محطة ما بين الحجاز والعراق والشام ونجد مما اكسبها موقعا جغرافيا مميزا ، وقد اشتهرت المنطقة بخصوبة أرضها ووفرة مياها لكونها تقع على أكبر ضفاف وديان الجزيرة العربية وادي الرمة ، وبها العديد من الثروات التي ساهمت في زيادة العطاء الاقتصادي ، وقد تميز سكانها منطقة القصيم بأنهم محبين للعلم والمعرفة والثقافة والأدب وتجلت لديهم العديد من الصفات منها جمال الخلق والأخلاق والترحيب والتعامل واللباقة .
وموقعها الجغرافي أكسبها أهمية كبيرة لوجودها على خط القوافل والتجارة بين بلاد العراق وفارس والشام ونجد والحجاز مما جعلهم يتميزون بقيادة القوافل ، وكذلك وجود طريق الحرير التاريخي ، وتخصصت عدد من قبائل القصيم بنقل البضائع وقد أطلق عليهم ( العقيلات ).
ومن أيام قلائل سعدت بزيارة منطقة القصيم بدعوة كريمة من رجل الفكر والاقتصاد الشيخ إبراهيم السبيعي ومجموعة من رجالات الوطن من مثقفين ومسؤولين ورجال أعمال وقد رأيت خلال رحلتي شخصيات تأسرك بحسن التعامل وتغمرك بجمال الاستقبال والضيافة وهذا مما جعلني أؤمن بأن من أهم معايير وصفات رجال الأعمال الأسلوب الراقي والجاذب بالتعامل وكان يميزهم التعاون والدعم الكبير للصغير والكبير في مجال التجارة أو الصناعة أو الزراعة فحقيقي التواجد بينهم هو مدرسة بأساليب التفوق والتميز ويطغي على ذلك البيئة الرائعة التي تميز المنطقة من بيئة محفزة وصحية وهذا ما يسمى بجودة الحياة ورأينا العديد من المسؤولين وهم شباب مبدعين وهناك اهتمام من قبل قيادتنا الرشيدة في دفع عجله التطور و النماء من ضمن خطط رؤية القيادة 2030 وفعلا شاهدنا مصانع وضعت لها بصمة عالمية وتتواجد منتجاتها بكبرى الدول وهناك اهتمام بالزراعة والتمور والتي أصبحت صناعة ذات سمعه عالمية وأيضا تميزت المنطقة بالاستزراع للأسماك والجمبري وصناعة الأعلاف ، ولم يقتصر اهتمام رجال الأعمال على الصناعة والزراعة فقط إنما الأهم هو صناعة الإنسان وبالذات الاهتمام بالنشء فمن ضمن البرنامج زيارة (مركز القصيم العلمي ) الذي لم أكن أتوقع أن أجد مثله حيث بُني بتكاتف رجال أعمال المنطقة وإشراف الإمارة وهو يعتبر حاضنة للمبدعين والمبتكرين من أبناء المنطقة والمناطق الأخرى والذى أتوقع أن يكون نواة لمراكز أبحاث فكل الشكر لمن أتاح لي وللمجموعة الكريمة زيارة القصيم والتنسيق لعمل عدد من المبادرات لتوثيق عرى التعاون بين أبناء الوطن .

بقلم :
د. محمدالسريحي